تم تشخيص إصابة أربعة من عمال المزارع بأنفلونزا الطيور في ولاية واشنطن. ويمثل هذا اتجاها مثيرا للقلق في انتشار الفيروس بين الماشية والحالات البشرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ويتوقع مسؤولو الصحة أن تتحقق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) من هذه الحالات، ليصل إجمالي الإصابات البشرية المبلغ عنها إلى 31 هذا العام. ومع اقتراب موسم الإنفلونزا، يراقب الخبراء الفيروس عن كثب لتقييم مخاطر الطفرات المحتملة التي يمكن أن تغير سلوكه لدى البشر.
خطر انتقال الفيروس في ستة دول
وتعد واشنطن الآن الولاية السادسة التي تؤكد إصابة البشر بأنفلونزا الطيور. وقد انتشر هذا الفيروس على نطاق واسع في الطيور البرية والدواجن وحتى الماشية. والآن لا يزال المرض يحدث بين الحيوانات، مما قد يؤدي إلى زيادة تعرض الإنسان له. وأعربت أمبر إيتل، وهي طبيبة بيطرية في ولاية واشنطن، عن قلقها بشأن قدرة الفيروس على التكيف: “كلما طال أمد هذا الفيروس، أصبح التنبؤ به أقل صعوبة، مما قد يجعلنا أقرب إلى جائحة عالمي آخر”.
على الرغم من عدم وجود دليل حاليا على ذلك انفلونزا الطيور ينتشر بسهولة بين البشر، وتركز السلطات الصحية على احتواء الفيروس في قطعان الحيوانات لمنع المزيد من التكيف. صرح متحدث باسم مركز السيطرة على الأمراض أن الفريق الفيدرالي سيساعد في احتواء تفشي المرض، مع بقاء مستوى المخاطر المجتمعية منخفضًا في هذا الوقت.
بروتوكولات سلامة العمال الزراعيين والحالات الأخيرة
ظهرت أربع حالات جديدة بين الطواقم التي تتعامل مع عمليات إعدام الطيور في مزرعة بيض تجارية في مقاطعة فرانكلين بواشنطن. وقد تطلبت المنشأة، التي تضم أكثر من 800000 دجاجة، القتل الرحيم لجميع سكانها بعد تفشي المرض محليًا. وأكد عمير شاه، وزير الصحة في واشنطن، أن العمال كانوا يرتدون معدات وقائية، بما في ذلك بدلات تايفك وأجهزة التنفس، لأنهم كانوا يعملون بالقرب من الحيوانات المصابة، ويواجهون تعرضا كبيرا للفيروس.
وقد أبلغ هؤلاء الأشخاص عن أعراض خفيفة، بما في ذلك مشاكل في التنفس والتهاب الملتحمة، والتي ترتبط عادة بأنفلونزا الطيور. على الرغم من أن لا شيء يتطلب دخول المستشفى، إلا أن العاملين في مجال الصحة يواصلون الحث على تنفيذ بروتوكولات أكثر صرامة لحماية العمال الزراعيين، خاصة مع زيادة خطر الإصابة بالأنفلونزا الموسمية.
مكافحة الفيروسات الحيوانية والمخاطر المحتملة
وسلط ريتشارد ويبي، مدير المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية لدراسات الأنفلونزا، الضوء على حالة غير عادية في ولاية ميسوري أصيب فيها شخص دون أي اتصال معروف بالحيوانات. وأثار وجود الفيروس في أبقار الألبان مخاوف أكبر، لأن الأبقار غالبا ما تتفاعل مع البشر، مما يزيد من خطر طفرات الفيروس التي يمكن أن تنقله إلى البشر.
مع بدء موسم الأنفلونزا، يشعر الخبراء بالقلق من أن العدوى المتزامنة لدى البشر يمكن أن تسمح بالتبادل الجيني بين فيروسات الأنفلونزا الحيوانية والبشرية. وشدد بيتر رابينوفيتش من جامعة واشنطن على أهمية التدابير الوقائية، خاصة للعاملين في الخطوط الأمامية، ووصف الوضع بأنه تذكير لتكثيف جهود الحماية.
ومع استمرار الطيور البرية في نشر الفيروس عبر وسائل مختلفة، تفيد تقارير مركز السيطرة على الأمراض أن أكثر من 103 ملايين طائر أصيبت بالعدوى. وعلى الرغم من أن صناعة الألبان في واشنطن لم تشهد أي حالات إصابة بالفيروس، فقد زادت المزارع المحلية من الاختبارات، على أمل اكتشاف العلامات المبكرة والحفاظ على سلامة الحيوانات والبشر.